أَحمدُ ربي منُزل الكتاب  *  هديً وذكري لأولي الألباب

مصليًا على النبيّ أحمد ا   *    وآلِه ومن بهديه اهتدي

وبعدُ هذه الخلاصةُ الَّنظَر  *  موضوعُها نظمُ مقاصدِ السُّور

سُعيًا إلى التقريبِ والتيسيرِ  *  والأصلُ في مختصرِ التفسيرِ

وهي من اجتهادِ أهلِ الفنِّ *  قد حصَّلُوها بقويِّ الظن

واللهُ حثَّنا على التدبرِ *  كذا تَفَكُر مع التذكُّر

والعلمُ بالمقصودِ مُوصلٌ إلى *  تدبُّرِ الآياتِ فاعلمٌ أوًّلا

تحقيقُ إخلاصِ العبودية في  *  فاتحة الكتاب كن بها حَفِي

خلافُة الأرض أتت في البقرَه  *   أَقِم شريعةَ أجبٌ أوامرَه

الحقُّ في الإسلامِ آمِنٌ تَأٌمَنِ  *  في آل عمران ثباتُ المٌؤمِنِ

نُظَمَّمَت الحقوقُ في النساء  *   في مَجمع يُحمى من الأعداءِ

أوفوا العقودَ والحدودَ واحذروا  *  نقضًا لها ، مائدة تقررُ

تُبَرهِن الأنعام للتوحيدِ  * تنفيِ ضلالاتِ أولي التنديدِ

وقصةُ الصراع فى الأعراف *  ما بين باطلِ وحقًّ كافِ

ويومُ بدرِ جاء في الأنفال *  وذِكرُ شرطِ النصرِ في القتالِ

براءة تبّيُن الموقفَ منٌ   *   نفاقٍ أو شركٍ ومن تاب أَمِن

يونس في أدلةِ النبوهٌ  *  تَدعو إلى الإيمانِ حقَّ الدعوة

هود تُثِّبتُ الفؤادَ بالقَصصٌ  *  و تَغٌلِطُ الوعيدَ للذي نكص

ألا اعتبِرٌ بُلطف ربي في الخَفَا *  وانظُره في تمكينه ليوسُفَا

والله ربُّنا الكبيرُ المتعالٌ  *   قواصفَ الرعد على أهل الضلال

الرُّسٌلُ بَّلغوا ومَنٌ لا يتبعٌ  *  ملَة  إبراهيم  في النار يقع

وُعٌد بحفظ الذكرِ جَا في الحِجّر  *  وأن يُردَّ هُزءُ أهلِ الكفر

في النحل تذكيرً بذي النعماءِ   *   رَفٌعُ النبِّي جاء فيِ  الإسراءِ

في الكهف منهجُ الهدى في الفتنِ  *  في مريم رحمةُ رحمنٍ غَنِي

طه وما أسعدَ مَهديًا وما *  أشقي مخالفاً يَظَل في عَمَي

الأنبياء خيرُ من تَعَّبدا  *  أولادَ علاتٍ وويلً للعِدا

لله تعظيمً للشعائرِ *  في الحج والتسليمُ للأوامرُ

أفلح مؤمنون خاب كافُر  *  في النور حفُظ العِرٌضِ أمرً ظاهرً

تنتصر الفرقان للرسولِ  *   وتَدفع الشكَّ عن التنزيلِ

في الشعرا التأييدُ بالآيات  *  للمرسلين مغٌ هلاكِ العاتيِ

في النمل تذكيرُ  بالإمتنانِ  *  على النبييين وبالقرآنِ

في القَصَصِ التمكينُ للمستضعفينُ  *  والهُلكُ للطاغينَ والمستكبرين

الأمُر بالثبات عند البٌلوي *  في العنكبوتِ و بيانُ العقٌبي

بيانُ سنةِ الذي تفردا  *  بالأمرِ والتصريفِ في الروم بَدَا

اتّبع الحكمةَ في القرآنِ  *   واحذر من الإعراض عن لقمانِ

في السجدةِ الخلقُ وأحوالُ البشَرٌ  *   في هذه الدارِ وفي اليوم العُسرِ

عنايةُ حمايةُ الجَنَاب  *  للمصطفي والآلِ في الأحزاب

في سبِأ أحوالُ مَن أوتوا النِّعم  *  وقد تلي في سنةِ الله النقم

اللهُ فاطرُ السموات القديرٌ  *  والعبدُ محتاج إلى اللهِ ، فقير

يس في البعث وفي الرسالهَ  *   تُساق فيها لهما الدلاله

صَفٌت ملائكَّ عبادُ مُكَرمونٌ *  فليس لله بناتّ أو بَنون

وباطلُ الخصام جا في صادِ  *  وأوبة من صفوة العبادِ

للهِ دينّ خالصً به أَمَرٌ  *  وباجتنابِ الشركِ جائت الزُّمر

مجادلُ في آي ربي كافُر *  إن عاد للحق فربي غافرُ

في فُصِّلتٌ يظهرُ كونُ العرضِ  *  بيانَ أحوالِ وعقبي المُعرِضِ

كمالُ شرعِ ربِّنا في الشوري * واقرأٌ بها عن ترِكه تحذيرا

حقائقُ القرآن روحُ الزخرفِ * تصوراتُ الجاهلين تختفي

وفي الدُّخان قد أتي الوعيدُ  * بأن يجازي المشركُ العنيدُ

في الكون آياتٌ أتت في الجاثيهٌ  *  للشرع والإيمان حقاً داعيه

في سورة الأحقاف حاجةُ البشرٌ  *  إللى الرسالات وللعاصيِ النُذُر

حَرَّضٌ على القتال يا محمدُ  *  لعزِّ مؤمنِ وتوهينِ العدو

إنا فتحنا سورةُ بشيرةٌ  *  بالفتح والمغانمِ الكثيرة

في الحُجُرات أدَّاب اللسانا  * مجتمعٌ يحقق الإيمانا

وُعٌظُ القلوب قد أتي في قافِ  *  بالموتِ والبعث اتُعظٌ يا غافِ

في الذارياتِ الخالقَ الرزاقَ   * فاعبدٌه وحدَه له استحقاقُ

في الطورِ ردُّ الشبهاتِ بالحججٌ  *  على المكذبين والحقُّ انبلج

في النجمِ صِدٌقُ الوحي ثم في القمر *  قد يُسِرَ القرآنُ واحتوى النذر

ذَكِّر بآلاءِ من الرحمن  *  للجن والأنس وبالجِنَانِ

الناس أصنافُ بيوم الواقعةٌ  *  خافضةٌ قومًا وقوما رافَعه

وفي الحديد آمِنُوا وأنفِقُوا  *  وسابقوا وبالنفوس فارتَقُوا

قد سمع اللهُ التي تجادلُ  *  فعلمٌه علمٌا محيٌط كاملُ

في الحشر أسبابٌ لنصرِ المؤمنِ  *  وقوةُ الكفرِ بها في وَهَنِ

عَادِ عدوَّ الله في الممتحنةٌ  *  قُل : في أبينا أسوةٌ حَسَنة

انصُر – كما في الصفِّ – هذا الدِّنيا   *   فَيُصبح الأخيارُ ظاهرينَا

اللهُ مَنَّ بالرسولِ و الجُمَعٌ  *  جاء المنافقون فاحذرهم ودَع

حذارِ مما يُوٌرثُ الندامهٌ   *  إذا أتي تغابنُ القيامه

عَظِّمٌ حدودَ الله في الطلاقِ  *  من اتقي فهو لخيرٍ لاقِ

تربيةُ البيوتِ في التحريمِ  *  في طلب الرضا وفي التعظيم

إظهارُ ملكِ الله جَلَّ اللهُ *  في سورة المِلك ،  ألا نخشاهُ ؟

أثني على نبيه في القلمِ  *  مثّبتاً مدافعاً فٌلَتَعٌلَم

يُسَرُّ مؤمن إذا القيامهُ  *  تَحِقُّ والكافر في ندامه

في سَأَلَ الجزاءُ غيرُ مُشتَبِهٌ  *  لمنكرِ البعثِ ومَنٌ صَدَّق بِه

نوحّ له في الصبر خيرُ منهجِ  *  يثّبتُ الداعي حتى الفرجِ

قد آمن الجنٌّ فأدرَكوا الثَّنا  *  فوبَّخ المَّتخِذينَ الوَثّنا

للدعوِة العبِء الشديدُ الثِّقَلِ  *  فٌلتستعنٌ عليه بالمزّمَلِ

أَمٌرُ الذي ادّثّر بالإنذارِ *  وللمكذبين حّرُّ النارِ

يومَ القيامةِ العِظامُ تُجٌمَعُ *  مّنٌ بَدَأَ الخلقَ إليه المرجِعُ

ذَكِّر بِهَلُ أتي على الإنسانِ  *  بالأصل والمَال والجنانِ

في المرسلات ويلُ من قد كذَّبا *  والبعثُ والجزاءُ جاء في النبا

في النازعات مشهدُ المماتِ  *  والبعثِ والتخويفُ للطغاةِ

تذكرةٌ في عَبَسَ ارغبٌها ولا   *  تستغنِ واذكرٌ كيف كنتَ أوّلا

الوحي صِدقُ جاء للتذكيرِ *  يخُوف الجاحدَ بالتكويرِ

كذاك تذكيرَّ بالانفطارِ  *  لجاحدِ النعمةِ والكَفّارِ

للمؤمنِ البشرى إذا الميزانُ   *   يُنصبُ ،  للمطّففِ الخُسرانُ

تستلم الأرضُ وتنشقُّ السَّمَاء  *  كذاك فاستسلمٌ أيا ابنَ آدمَا

وفي البروجِ قوةُ الله الحميدٌ  *  ونصرُهُ الحقَّ وبطشُهُ الشديد

يُعيدُ خَلق الناس جَلّ الخالقُ   *  بهم محيطٌ قررتٌه الطارقُ

سبَّحٌ ودعٌ تعُّلقًا بالفانيةَ  *  وآثِرِ الأخرى فتلك الباقية

النارُ تُصٌلَى والجنانُ العاليةٌ  *   وقدرةُ الله حديثُ الغاشيه

في الكونِ والحياةِ والأخرى – كما  *  في الفجر – ما يدعوك أن تُعَظِّما

الناسُ في افتقارهم وفي الكَبَد *  ومسلكُ النجاة موضوعُ البلد

أَفَلحَ سَاعِ لزّكاءِ النفٌسِ  *  وخابَ آثِمٌ كما في الشمسِ

في الليل تيسيرَّ لمُعٌطِ مُتَّقِ  *  شتان بينه وباخلِ شَقيِ

وفي الضحى امتنانُ ربي بالنَّعمٌ  *   على نبَيهِ وفي الشرحِ تَتِم

قد  أُحسِنَ الخلقُ كما في التينِ  *  وهو امتنانٌ لتلقي الدينِ

في العلقِ الإنسانُ إما متبعٌ  *  للوحي أو مستكبرَّ فلم يُطِع

الوحيُ في القَدٌر جري إنزالَهَ   *  وجاء في بينةِ كَمالُهُ

زلزلُة و دِقُة الحسابِ  *  تُذَكَر الأهوالَ في المآبِ

في العادياتِ ذُكِّرَ الإنسانُ معٌ   *  تحذيره من الجحود والطمع

قَرعُ القلوبِ قد أتي في القارعةٌ  *  ليُذٌكَرَ الميزانُ والهولُ معَه

ألهى عن الحسابِ ذا التكاثرُ  * في العصرِ ناجِ سالمً وخاسرُ

جاء الوعيدُ بعذابِ الهُمَزهٌ  *  العائبِ الناسَ الجَموع اللُّمّزّه

في الفيلِ إهلاكّ لكائدي الحرمٌ  *  يليه تذكيرَّ قريش بالنِّعم

صفاتُ من قد كذّبوا بالدينِ *  قد بيٌنَتٌها سورةُ الماعونِ

اللهُ قد منَّ على محمدِ  *  بالكوثرِ الخيرِ ودفع المعتدي

براءةُ في الكافرونَ قد أتتٌ *  من كافرِ وكفرِه وأُكِّدت

بشارةٌ بالنصرِ والتمامِ  *  وذكرُ ما يُشرع في الخِتامِ

تّبتٌ يدا صاحب جاهِ أو نسبٌ  *   صدَّ وعادى الدينَ معٌ أبي لهب

وبالكمالِ قد تفّردَ الصمدٌ *  نزّهٌه عن كفؤِ له عن ولد

ثم اعتصٌم الله ربِّ الفلقِ  *  من شِّر ما تحذرُه وتتقي

كذا اعتصمٌ بالله ربِّ الناسِ * يكفِك شرَّ الماردِ الوَسواسِ

والحمدُ لله الذي هدانا  * و أنزَلَ الكتابَ والميزانا